بين حانا ومانا ضاعت لحانا

 تزوج مُلتح بامرأتين إحداهما اسمها حانا والثانية اسمها مانا، وكانت حانا صغيرة في السن عمرها لا يتجاوز العشرين، بخلاف مانا التي كان يزيد عمرها على الخمسين والشيب لعب برأسها، فكان الرجل كلما دخل إلى حجرة حانا تنظر إلى لحيته وتنزع منها كل شعرة بيضاء وهي تقول يصعب علي عندما أرى الشيب يلعب بهذه اللحية الجميلة وأنت ما زلت في عز الشباب، وعندما يذهب الرجل إلى حجرة مانا تمسك بلحيته هي الأخرى وتنزع منها الشعر الأسود وهي تقول له يكدرني أن أرى شعرا أسود بلحيتك وأنت رجل كبير السن جليل القدر، ودام الحال على هذا المنوال إلى أن نظر يوما إلى لحيته  في المرآة  فرأى بها نقصا عظيما وكأنها مرعى جرداء تناثر بعض عشبها متفرقا هنا وهناك، فأمسك بما تبقى من لحيته بعنف وقال: "بين حانا ومانا ضاعت لحانا" ومن وقتها ضُرب مثلا للرجل الذين تغويه اللذة الجنسية حتى يتكدس بلا  أرجل يوما ما على كرسي متحرك تدفعه تلك النسوة وهن من فوق رأسه متغامزات.
ودخلت أعرابية على قوم يصلون، فقرأ الإمام:"فانكحوا ما طاب لكم من النساء"، وما زال يرددها، حتى هربت الأعرابية إلى أختها وقالت لها: "ما زال الإمام يأمرهم أن ينكحونا حتى خشيت أن يقعوا علي".
وصلى أحد الأعراب خلف الإمام، فلما وصل الإمام في قراءته إلى "قل إن أهلكني الله ومن معي"، انتفض الأعرابي ونطق قائلا: "أهلكك الله وحدك، وما ذنبنا نحن"، فقطع الناس الصلاة من الضحك.
وسرق أعرابي إسمه موسى صرة بها دراهم، ودخل بها المسجد والصلاة قائمة، وتصادف دخوله مع قراءة الإمام:"وما تلك بيمينك يا موسى"، فصعق الأعرابي ورمى بالصرة وهو يقول للإمام: "والله إنك لساحر".
رأى أبو المعمار أميرا جائرا يصلي فقال:
قَدْ     بُلِينَا    بِأَمِيرٍ      ظَلَمَ  النّاسَ  وَسَبَّحْ
فَهْوَ كَالْجَزّارِِ فِيهِمْ       يَذْكُرُ   الله  وَيَذْبَحْ
وقال أيضا في وصف إطراقة الجاهل وتأمله:
لاَ تَغُرنّكَ  مِنهُ   إِطْراقَةُ  الرّأْ      سِ  فَليست   لرأسهِ  أفْكارُ
أَشْبهُ الْخَلْقِ بِالْمُفَكِّرِ  إِطْرَاق      اً لَدُنْ  يَأْكُلُ  الشّعِيرَ حِمَارُ
رَأْسهُ مُطْرِقٌ  وَفِيهِ  خُشُوعٌ       وَهْوَ لِلْجَهْلِ رَمْزُهُ الْمُسْتَعَارُ
وقال محمود سامي البارودي في امرأة و أطفالها الصغار الذين أقلقوا راحته ونغصوا عليه حياته:
إلى  الله أَشْكُو  طُولَ  لَيْلِي وَجَارَةً       تَبِيتُ  إِلَى  وَقْتِ  الصّبَاحِ بِأَعْوَالِ
لَهَا  صِبْيَةٌ   لاَ  بَارَكَ   الله   فِيهِمْ       قِبَاحُ  النّوَاصِي لاَ  ينمن عَلى حالِ
فَيَا رَبُّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ تَصَبُّراً       عَلَى   مَا  أُقَاسِيهِ  وَخُذْهُمْ  بِزِلْزَالِ