*قال هارون الرشيد لبهلول المعروف بظرافته وطرافته ومزاحه: مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ فأجاب بهلول: مَنْ أَشْبَعَ بَطْنِي، قال هارون الرشيد:أَنَا أُشْبِعُكَ، فَهَلْ تـُحِبُّنِي؟ أجاب بهلول: الحُبُّ بِالنَّسِيئَةِ (الدَّيْنِ الـمُؤَخَّرِ) لاَ يَكُونُ.
*قال رجل لبخيل: لم لا تدعوني يوما؟ قال البخيل: لأنك جيد المضغ، سريع البلع، إذا أكلتَ لقمة هيأتَ أخرى، قال الرجل:أَوَتُرِيدُ مني إذا أكلتُ لقمةً أن أقومَ وأصلي ركعتين، ثم أعودُ إلى اللقمة الثانية؟
*كان أحد البخلاء لا يأكل حتى منتصف الليل، فَأُعِيبَ عليه ذلك، فقال: أتعشى عندما يَبْرُدُ الـمَاءُ، وَيَنْقَمِعُ الذُّبَابُ، وَآمَنُ فُجْأَةَ الدَّاخِلِ، وَصَرْخَةَ السَّائِلِ، وَصِيَّاحَ الصِّبْيَانِ.
*زار أحدهم صديقا بخيلا، فاستأذن قبل الدخول عليه، فقال له أهل الدار: إنه محموم، فقال لهم: كلوا بين يديه حتى يعرق.
*وقف سائل على باب بخيل وهو يأكل، فقال السائل: السلام عليكم، فرد البخيل: كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ، قال السائل: أَأَدْخُلُ؟ قال البخيل: وراءك أوسع، قال السائل: إن الرمضاء قد أحرقت قدمي، قال البخيل: بُلْ عَلَيْهِمَا، ثم أَغْلَقَ دُونَهُ البَابَ.
*صادف مجنون ثمامة بن الأشرس النميري صاحب الأحاديث الممتعة والنوادر الطريفةوقال له: تَزْعَمُ أنت أن الاستطاعة إليك، قال ثمامة: أي نعم، فقال المجنون: إن كنت صادقا فيما تقول فَاخْرَ وَلاَ تَبُلْ.
*قال الجاحظ: قال لي ابن بركة: يَا أَبَا عُثْمَان لاَ تَثِقَنَّ بِقَحْبَةٍ وَلَوْ كَانَتْ أُمَّكَ، قال الجاحظ: فَلَمْ أَرَ تَأْدِيباً قَطُّ أَبْعَدُ مِنْ جَمِيعِ الرُّشْدِ مِنْ هَذَا.
*مرت امرأة بمخنث حسن الطلعة جميل الوجه -ومعها ابنة لها- فقالت المرأة مخاطبة المخنث: ليت لابنتي حُسْنُ وجَمَالُ وَجْهِكَ.
*خفف أشعب الصلاة مرة، فقال له مَنْ في المسجد: لقد خَفَّفْتَ الصلاة جدا، فقال: لأنها صلاة لم يخالطها رِيَاءٌ.
*قال رجل لأشعب وكان صديقا لأبيه: يا بني كان أبوك عظيم اللحية، فمن أَشْبَهْتَ أَنْتَ؟ فرد أشعب: أَشْبَهْتُ أُمِّي.
*وقف سائل بباب دارٍ فسأل طعاما، فقال صاحب الدار: أغناك الله، فليس صبياننا هنا، فرد السائل: إنما طلبتُ كِسْرَةَ خُبْزٍ ولم أطلب جِمَاعاً.
*قعد رجل إلى جانب الشاعر الضرير بشار بن برد، فاستثقله بشار، فضرط عنوة ضرطة حتى يبتعد عنه، فظن الرجل أنها أفلتت، ثم ضرط بشار واحدة أخرى وقال أفلتت، ثم ضرط ثالثة فقال له الرجل: ما هذا يا أبا معاذ؟ فقال بشار: مَهْ، أَرَأَيْتَ أَمْ سَمِعْتَ؟ قال الرجل: لاَ بَلْ سَمِعْتُ صَوْتاً قَبِيحاً، قال بشار: إِذَنْ لاَ تُصَدِّقْ حَتَّى تَرَى.
*ضاف رجلٌ ضيفاً في داره، فانتبه صاحب الدار بعد منتصف الليل، فسمع ضحك الضيف بصوت مرتفع من الغرفة فصاح به: يا فلان، فقال الضيف: لبيك، قال صاحب الدار: أَنْتَ كنتَ في أسفل الدار فما الذي رَقَّاكَ إلى الغرفة الفوقية؟ قال الضيف: لقد تَدَحْرَجْتُ، قال صاحب الدار: الناس يَتَدَحْرَجُونَ من أعلى إلى أسفل، فكيف تَدَحْرَجْتَ أنت من أسفلٍ إلى أعلى؟ قال الضيف: والله هذا هو الذي كاد أن يـُمِيتني من الضحك.
*قيل لرجل من الأعراب: ما بال الحب في أيامنا هذه على غير ما كان عليه قبل اليوم؟ فأجابه بقوله: أي نعم، لقد كان الحب بالأمس في القلب فانتقل اليوم إلى المعدة.
*حكى الأصمعي فقال: كنت في البادية، فإذا بأعرابي تقدم للصلاة فقال في الركعة الأولى: الله أكبر، (سبح اسم ربك الأعلى، الذي أخرج المرعى، أخرج منها تيسا أحوى، ينزوي على المعزى)، ثم قال في الركعة الثانية: (وثب الذئب على الشاة الوسطى وسوف يأخذها تارة أخرى، أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ألا بلى ألا بلى)، فلما فرغ قال: اللهم لك عفرت جبيني وإليك مددت يميني فانظر ماذا تعطيني.
*كان أحد اللصوص كلما وقع درهم في كفه خاطبه قائلا: أَنْتَ عَقْلِي وَدِينِي، وَصَلاَتِي وَصِيَامِي، وَجَامِعَ شَمْلِي، وَقُرَّةَ عَيْنِي وقِيَامِي، وَعِمَادِي وَعُدَّتِي... يَا حَبِيبَ قَلْبِي وَثَـَمَرَةَ فُؤادِي، قَدْ صِرْتَ إِلَى مَنْ يَصُونُكَ، وَيَعْرِفُ حَقَّكَ، وَيُعَظِّمُ قَدْرَكَ، ويُشْفِقُ عَلَيْكَ، وَكَيْفَ لاَ يَكُونُ كَذَلِكَ وَبِكَ تـُجْلَبُ الـمَسَارُّ، وتُدْفَعُ الـمَضَارُّ، وتُعَظَّمُ الأقْدَارُ، وتُعَمَّرُ الدِّيَارُ، وَتُزَوَّجُ البَنَاتُ... تَرْفَعُ الذِّكْرَ وتُعْلِي القَدْرَ.
*صلى الدلال الـمُخَنَّثُ الظَّرِيفُ يوما خلف الوالي بمكة المكرمة، فقرأ الوالي: "وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه تُرْجَعُونَ" سورة يونس آية 22، فنطق الدلال بصوت عال: لا أدري والله!!، فضحك كل الناس حتى قطعوا صلاتهم، فلما قضى الوالي صلاته استدعاه وقال له: ويحك، ألا تدع هذا المجون والسفه؟، فرد الدلال: كنت أظن أنك تعبد الله، فلما سمعتك تستفهم ظننت أنك تشككت في ربك فثبتك، فقال الوالي: أنا شككت في ربي وأنت ثبتني !!!، اذهب لعنة الله عليك، ولا تعاودها فلأبالغن والله في عقوبتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق