أمثال شعبية مغربية 8

رْبَطْ حْمَارَكْ مْعَ لَحْمِيرْ يَتْعَلَّمْ الشّْهِيقْ والنّْهِيقْ وُخَرْجَانْ الطّْرِيقْ
يضرب المثل على أن رفقة السوء تؤدي دائما إلى الخروج عن القيم والآداب والأعراف.
رِيحْتُو كَتَسْبَقْ سِيفْتُو والشُّوفَة فِيهْ كَتَنْقَصْ مَنْ لَعْمَرْ
ريحتو تعني رائحته وسيفتو تعني خياله وهيئته، ويضرب المثل للمنحوس الذي لا يجلب معه غير التعاسة والمصائب والأحزان.
الزْرَعْ فَالكَاعَة وِيقُولْ الْعَامْ قْرَعْ، بْنَادَمْ عَمّْرُو مَا يَقْنَعْ
الكَاعة هي مكان تجميع ما تم حصده من الحبوب، ومن المعلوم أن الذي لا يقنع لن يُشفِ غليله كل حصاد الدنيا، ويضرب المثل للمرء الطماع الكثير التذمر والشكوى.
سُوَّلْ عْلَى اللِّي كَانْ بَّاهْ  شَبْعَانْ وُجَاعْ وُلاَ تْسَوَّلْ عْلَى اللِّي كَانْ بَّاهْ جِيعَانْ وُشْبَعْ
يضرب المثل على أن أولاد الخير وأولاد الناس لا يجب البحث عنهم ضمن الجياع أبناء الجياع الذين 'قطر بهم السقف' وعطفت عليهم الدنيا فشبعوا وأترفوا وراكموا الثروات بشتى الوسائل.
شُوفْ الطَّاوُوسْ مَزِّينُو بَلْوَانْ وَلَكِنْ لَحْمُو مَا يِتّْكَالْ
الطاووس من أجمل المخلوقات على وجه الأرض بريشه الرائع الملون الفاتن، ولكن مع ذلك فلحمه لا يُأكل، وهذا دليل على أن لا يغتر المرء بالمظاهر والأقوال، لأن الأفعال هي الفصل والحكم، ولسيدي عبدالرحمان المجذوب باع طويل في هذا الباب وهو القائل:     
لاَ يِعَجْبَكْ نُوَّارْ الدَّفْلَة     في الوَادْ دَايْرْ ظْلاَيْلْ
لاَ يِعَجْبَكْ زِينْ طَفْلَة     حَتَّى تْشُوفْ الَفْعَايْلْ
شُوفْ الزِّينْ إِلَى نَاضْ مَنْ نْعَاسُو قْبَلْ مَا يَغْسَلْ وَجْهُو وُيَمْشَطْ رَاسُو
الزين تتم مراقبته وقت الاستيقاظ من النوم وليس وقت الخروج من صالونات التجميل، ويُضرب المثل على أن الجمال هو جمال الجوهر، أما القبيح فمهما تجمل ومهما صبغ من خدود وأشفار وشفاه لا يلبث أن يعود إلى أصله القبيح.
صْلاَة القِيَّادْ الجُمُعَة وَالأَعْيَادْ
يُضرب المثل للمرائين في تعبدهم من صلاة وحج وغيرها، لأنهم أصلا لا يسعون من خلال ذلك إلا لحصد الألقاب وامتداح الناس لهم والثناء عليهم لا غير.
صِيَّادْ لَحْجَلْ بْغَى يَضْرَبْ لَرْنَبْ جَابْهَا فَالْكَلْبْ
يضرب المثل لقليل النية الذي يعود عليه ما يضمره في نحره، ونية الأعمى يجدها دائما في عكازه.
الطُّولْ طُولْ نَخْلَة وُالَعْقَلْ عْقَلْ بَغْلَة
لا يُرفع قدر الإنسان بالطول أو بالعرض، بل برجاحة العقل وحسن الخلق وكما قال الشاعر:
لاَ خَيْرَ فِي طُولِ الجِسَام ِوَعَرْضِهَا     جِسَامُ الْبِغَالِ وَعُقُولُ الْعَصَافِيرِ
الْعَبْدْ إِلَى دَارْهَا زِينَة يِتْوَضَّى لَمُّو فَالَعْجِينَة
إلى دارها أي إذا فعلها، ولعل قول أبي الطيب المتنبي في هجوه لكافور الأخشيدي في قصيدة  مطولة يعبر عن ذلك أبلغ وأدق تعبير في تاريخ الشعر العربي برمته، ومنها:
العَبْدُ لَيْسَ  لِحُرٍّ  صَالِحٍ  بأخٍ      لَوْ أنهُ في ثِيَابِ  الْحُرِّ  مَوْلُودُ
لاَ تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ والْعَصَا مَعَهُ     إِنّ  الْعَبِيدَ   لَأَنْجَاسٌ   مَنَاكِيدُ
الْعَزْرِي قَنْدِيلْ وَالْمَمْلُوكْ مَنْدِيلْ وَالَمْزَوَّجْ ذْلِيلْ بَنْ ذْلِيلْ
العزري هو الأعزب، منديل أي قطعة قماش لمسح القاذورات التي يفرزها الجسم البشري، والمثل واضح كوضوح الشمس على علم.
عَمَّرْ الشِّيخَة مَا تَنْسَى هَزَّانْ الَكْتَافْ
'الشيخة' هي المغنية الراقصة، فهي خلال رقصها تهز وتحرك أكتافها وأطرافا أخرى بطريقة سريعة ومتواترة، وحتى بعد اعتزالها الرقص والغناء لا يمكنها نسيان طريقة 'هزان الكتاف'، ويُضرب المثل على أن من يشب على شيء يشيب عليه.
فْهَامْة عَمْتِي هْنِيَّة بَاعَتْ الدُوَّارْ وُشْرَاتْ صِينِيَّة
الصينية هي آنية كانت في أيام الخير والعز مصنوعة من النحاس أو الفضة أما الآن فلقد أصبحت صناعة بلاستيكية، وكانت تستعمل لحمل براد الشاي والكؤوس، ومن الناس من تصل بهم فهامتهم إلى أكثر مما وصلت إليه عمتي هنية، وذلك راجع بالأساس إلى تقديرهم لأنفسهم تقديرا مغلوطا وتضخيمهم لأناهم تضخيما ديناصوريا. 
فْهَاذْ الزّْمَانْ مَا انْتَ خُويَا مَانَا خُوكْ مَا انْتَ بُويَا مَانَا بُوكْ كُلّْهَا فْهَمُّو مَحْبُوكْ
في هذا الزمان لم يتبق من الأبوة والأخوة غير بعض القشور التي تغطي نذوبا غائرة في الجسد، لأن الكل أضحى منشغلا بأمواله وحاله ومآله ومن بعده الطوفان.
قَالْ لِيهُمْ فِينْ مْشَاتْ مَامَا، قَالُوا لِيهْ مْشَاتْ تَلْعَبْ ضَامَة
'ضامة' هي لعبة شبيهة بلعبة الشطرنج ولكنها أسهل منها بكثير، غالبا ما يلعبها كبار السن تزجية للوقت ومراوغة لروتين الحياة اليومية لدى الفئات الشعبية والفقيرة في المجتمع خاصة منهم الرجال، وعندما يقول لك شخص أن امرأة ذهبت تلعب 'ضامة' فقد ظهر المعنى ولا فائدة في التكرار.
القُومْ المَعْمِيَّة تَعْطِيكْ الْكَلْمَة فَالصّْبَاحْ أُو تْدُورْ عْلِيكْ فَالَعْشِيَّة
يُضرب المثل للمنافق الذي لا يثبت على مبدإ أو على حال من الأحوال، فهو كحالة الطقس قد يبدو لك مشمسا في الصباح فينطلي عليك الأمر وترتدي ما خف من الثياب ليفاجئك بعد الزوال بزمهرير وبرد قارس، إنه كائن دائم الالتفاف والمراوغة والدوران، فحيثما رأى مصلحته العاجلة فتم وجهته.
الَكْبَشْ اللِّي مَا عَنْدُو قْرُونْ يَبْقَى وُسْطْ الَبْهَايْمْ مَغْبُونْ
في عالم الحيوان هنالك فرق كبير بين الكبش والنعجة، والكبش الذي ليست له قرون هو شبه نعجة، لأن كل الأكباش سوف تحتقره وتعتدي عليه، ومن يدري فقد تتظاهر النعاج يوما ما للمطالبة بالحق في المساواة مع الأكباش، ويضرب المثل أَنْ على المرء أن لا يكون لينا وطيبا أكثر من اللازم مع الجميع لدرجة يظن بعض مرضى النفوس ذلك ضعفا وهوانا ونقصا في الرجولة، أو كما قال الشاعر:
إذَا لَمْ تَكُنْ ذِئْباً عَلَى الأَرْضِ أَجْرَباً     كَثِيرَ الأَذَى بَالَتْ عَلَيْكَ الثّعَالِبُ
الْقَعْدَة فَالْبِيرُو مَزِّينُو أُوشِي مَا يْدِيرُو
البيرو هو مكتب الموظف، الموظف الذي على بالكم بكثرة زينته وقلة عمله، ويُضرب المثل على أن المظاهر الخارجية غالبا ما تدوخ الناس وتفقدهم المنطق العقلي والفكر النقدي، فيحسبون التراب تبرا، ثم يستسلمون استسلام عنزة السيد سوغان لذئب الغابة.
الْكَلْبْ كَيَعْقَلْ عْلَى جُوجْ حْوَايْجْ: نْهَارْ تَخْلاَتْ دَارْ بُوهْ  وُنْهَارْ شْبَعْ
هنالك نوع من البشر هم أشباه بالكلاب، فإن لم تشبعهم ضربا ولكما 'طرحة ديال العصى' لن يقدروك حق مقدرتك أو وصل بهم الأمر حد احتقارك، وإن لم تطعمهم حتى الشبع والتخمة فلا هم شكروك أو بخير ذكروك.
كُنْ كَانْتْ الشّْتَا فِي يَدْ بْنَادَمْ يِسْقِي أَرْضُو وِيخَلِّي خُوهْ نَادْمْ
من شيم الإنسان المكر والخداع والغدر والحسد  إلا ما شد ونذر من أولاد الناس، فغالبا ما يحسد ويتمنى زوال النعمة عن أخيه ولا يرتاح له بال حتى يتحقق ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق