يُعرف مرض البطيخولوجيا الصفراء كأخطر مرض منتشر في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وهو مرض عضال عصي على العلاج، ينتشر بسرعة فائقة، ومُعْدٍ على نطاق واسع، تمت صناعته في المختبرات السرية للذئب الأبيض الشمالي صاحب العيون الزرق والشعر الأشقر، وتمت برمجة جيناته لكي تبحث في كل بقاع المعمور عن حاضن عربي أو مسلم فقط، ولا يمكن تفادي الإصابة به إلا عن طريق التخلي عن العروبة والإسلام والانصهار والذوبان التام في خسارة عفوا حضارة وقيم هذا الحيوان الأبيض المتدثر بأثواب حريرية سرابية من التحضر.
وهكذا لم تعد أمة تمتد من تخوم إيران حتى بحر الظلمات تنتج غير البطيخ الأصفر...بطيخة بريال وريال ببطيخة، هذا كل ما يساوي فرد من أفراد أمة البطيخ، عندما تنتاب الذئب الأبيض الشمالي نزوة من نزواته الشاذة العنصرية الاستحمارية المستعلية الحقيرة يأتي إلينا زاحفا من الشمال مثل الأفعى ليفرغ كبته، وساديته، ومازوشيته، وبرودته الروماتيزمية، وضعف مناعته المكتسبة، في أطفالها ونسائها و(رجالها)، لأنهم رخصاء الثمن.. بل بلا ثمن، وبلا عزة ولا حُرْمَةٍ ولا كرامة...بطيخة بريال وريال ببطيخة.
وبمجرد ما يحط نعله النجس على أرض لم يعد ينبت فيها غير البطيخ الأصفر، يترافس ويتشاتم ويتناعل ويتقاتل البطيخ الأصفر المسكين فيما بينه للظفر بمحفظة نقود هذا الحيوان المتدثر بثياب التحضر، وفي ظن البطيخ الأصفر المغفل أنها تحوي كنوز سليمان وأموال قارون، غير أنه ما يلبث أن يخيب ظنه عندما يدرك أنها لا تحوي بداخلها سوى أفاعي وعقارب وسموم قاتلة، وأمراض جسدية ونفسية واجتماعية فتاكة، يغرسها هذا الحيوان بمكر ودهاء في مجتمع أمة البطيخ المتهالكة، المتداعية الـمُسْتَلَبَة والمهدورة الكرامة...بطيخة بريال وريال ببطيخة.
أخبرني أحدهم أن لأمة البطيخ الأصفر (فرسانا) شجعانا في الجبن لا يخشون لومة لائم في مراكمة الثروات، واتباع الشهوات، وخدمة المصالح العليا لباطرونات اليهود والنصارى، وقد أصاب مخبري كبد الحقيقة لما رأيت بأم عيني أن هؤلاء (الفرسان) قد سرجوا أحصنتهم الكرطونية بالبنادر والدفوف والأوثار، وأرداف المائلات المميلات، الطالعات الهابطات، البائعات المشتريات، وراحوا (للجهاد) في سبيل اليورو والدولار بالهز والوز وكثرة الفز، فأشفقت لحال أمة البطيخ الأصفر، وبكيت لمآلها عندما أدركت أنها أمة لا تستحي، أمة تضرب بعضها بعضا، وتأكل لحم بعضها البعض، وتبيع عرضها في سوق النخاسة العالمي رخيصا من أجل لقمة عيش ممرغة بالذل والمهانة والخنوع، وتركع لهذا الحيوان الأبيض الماكر ركوع القردة النسانس أمام مروضيها...بطيخة بريال وريال ببطيخة.
يا زمن الكآبة والفراغ والضياع والندم والعهر والخنا، ويا زمن ثلة من الشباب المائع التائه المنوم بكرة العدم والشبكات الِجماعية، والفن النتن المعفن، ماذا حل بأمة البطيخ الأصفر حتى حولت الحجر الأسود من مكة وكسرته قطعا قطعا وفرقته على مثلث واشنطن، لندن وباريس، حتى بكت قبة الصخرة وكادت أن تهوي من الأسى على رؤوس المصلين باتجاه البيت الأسود، وهم يهتفون فلتحيى أمة البطيخ الأصفر أمام أنظار بني صهيون المتراقصين على أجساد أطفال غزة الممزقة بواسطة القنابل الذكية الموجهة من طائرات الأباتشي وال F16 الأمريكية، ...بطيخة بريال وريال ببطيخة.
كهنة أمة البطيخ الأصفر من الكومبرادور المتبث في أوطاننا كالجبال الرواسي من طرف هذا الحيوان لا يستحيون ولا يرمش لهم جفن لأنهم على أهبة الاستعداد لبيع أي شيء: العرض، الأرض، الوطن والمؤسسات، بل مستعدون لأن يمحوا ماضي الأمة، ويتنازلوا عن تاريخها، ويهدموا أسس حضارتها حتى لا تقوم لها قائمة، لتبدأ أمة البطيخ تَعَلُّمَ أبجدية هذا الحيوان الأبيض العنصري في الديمقراطية وحقوق النسانس من الصفر، لأنها حسب ادعاء هذا الكومبرادور من الخونة والجبناء والقواويد رمز الحضارة والحداثة والمساواة حتى ما بين النقيضين المتنافرين، وفوق ذلك كله أمة اليورو والدولار الذين هما إلاههما ومعبودهما سبعة أيام على سبعة وأربع وعشرين ساعة على أربع وعشرين...بطيخة بريال وريال ببطيخة.
كلما بحثت لي عن نقيض جوهري في خسة الطبع وسفالة الغرائز وفساد مستشر لا حدود له، وتلونا وتنكرا وغدرا وكذبا ونفاقا لا أجد أمامي غير أمة البطيخ، إن كل المفاهيم السائدة حول العروبة والإسلام والأخوة والتضامن قد شوهها تشويها لا نظير له هذا العنصري الأبيض، وترك أمة البطيخ الأصفر أضحوكة على مرآى ومسمع من أمم العالم الأخرى، ولم يعد الشك هو الذي يقود إلى الجنون، بل اليقين التام من أن أمة البطيخ المسكينة مصابة بمرض عضال إسمه البطيخولوجيا الصفراء، التي نشرها الذئب الأبيض بمكر ودهاء كبيرين على مدى ألف وأربع مائة سنة خلت..بطيخة بريال وريال ببطيخة.
حدثتني نفسي يوما أن أهاجر بعيدا عن موطن أمة البطيخ وأختفي إلى الأبد عن وجهها الأصفر، إلى أرض لن أجد فيها إطلاقا بطيخة بريال وريال ببطيخة، فعارضها ضميري بقوة ووبخها على تفكيرها بهذه الطريقة الصبيانية النزقة، لأن البطيخ الأصفر بالرغم من مرضه ومذلته وحقارته وامتهان كرامته، فهو في كل الأحوال أرأف من الذئب الأبيض، ومتى كانت في قلوب الذئاب رأفة؟؟ وانفجر ضميري غاضبا في وجه نفسي من شدة معارضته لهذا الطرح حتى ظننت أنه سوف يخنقها خنقا، بعد ذلك عدلت نفسي عن الهجرة، واكتفت بالصمود أمام التحويل الجماعي الجاري على قدم وساق لبلوغ هدف الألفية: نسبة مائة في المائة من بطيخة بريال وريال ببطيخة.
أيها الصامدون الثابتون المرابطون في خندق المواجهة للهجمة الشرسة للذئب الشمالي الأبيض الماكر الحاقد...أيها المحترقون كالشموع لإضاءة سبل النجاة لما تبقى من القابطين على الجمر من أمة البطيخ الأصفر، كي لا يـُحَوِّلُنا جميعنا الذئب الأبيض الشمالي إلى مجرد بطيخة بريال وريال ببطيخة، إليكم أهدي هذه الاستغاثة، وفي غمرتها أنحني إجلالا لأقبل أياديكم البيضاء الطاهرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق