*اجتمعت العائلة المكونة من الأب والأم والأبناء والأحفاد بما مجموعه فريقين لكرة القدم على مائدة الإفطار الرمضانية المملوءة حتى حافتيها بكل المتناقضات والمهلكات من الطعام، في انتظار إشارة أذان الإفطار، وكانوا جميعهم منشغلين بِعَدِّ الدقائق المتبقيات لانطلاقة غزوة البطن الكبرى في سبيل الله، وكانت عيونهم جاحظة وهم على أهبة الاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس، والانقضاض على المائدة وسلخها سلخا بمجرد إعطاء الانطلاقة، فجأة بدأ رضيع يبكي بصوت عال، فاستشاط عمه غضبا وهدد زوجة أخيه قائلا: أَسْكِتي عنا بـَزَّكِ وإلا افترسته.
*نصح أحمد صديقا له بأن لا يخرج نهارا خلال شهر رمضان إلا للضرورة القصوى، فرد عليه صديقه: ولماذا أحرم على نفسي الخروج؟ فأجابه أحمد: لأن الحواس عند الناس تضطرب لدرجة أن السمع والبصر يصبحا قاب قوسين أو أدنى من الكف عن العمل، والتفكير المنطقي ينحصر، والحوار العقلاني يتدهور بسرعة، وما أراك إلا هالك إن أقدمت على الخروج.
*فاجأ شرطي أحد الزنادقة من جمعية 'وكالين رمضان' وهو يشرب من فم زجاجة من النبيذ، فصاح في وجهه الشرطي: ألا تستحي يا عدو الله تسكر في نهار رمضان؟ فرد الزنديق: والله ما أنا بسكران ولكن كنت أتمضمض.
*بمجرد حلول شهر الصيام رتب الموظف السامي حقائبه لقضاء العطلة في بلاد النصارى، حيث الأوساك الممتازة، والنبيذ المعتق، والغانيات متاحات طيلة السنة، ولإتقان التخريجة اشترى شهادة من أحد الأطباء المزعومين تثبت مرضه وعجزه عن ممارسة مهامه السامية لمدة شهر كامل، مر شهر الصيام وصد الموظف عائدا إلى بلده، وبمجرد وضعه رجليه على سلم الطائرة زلق وسقط من أعلى السلم حتى أسفله، وأُصيب بكسور خطيرة سلمه على إثرها الطبيب الشرعي شهادة عجز مدى الحياة عن القيام بالمهام المنوطة به.
*دخل الزوج المنزل وقت الظهيرة وكانت الحرارة تصل 50 درجة تحت الظل في يوم رمضاني حارق، ثم اختفى عن الأنظار، احتاجت الزوجة لبعض الحاجيات لتهيأة الفطور، فبحثت عنه في كل ركن من أركان المنزل ولم تعثر له على أثر، ثم استلمت في الأخير للأمر الواقع، وقالت مع نفسها ربما يكون في الثلاجة البعض مما تحتاجه، وما إن فتحت باب الثلاجة حتى صعقت بزوجها منكمش داخلها كالطفل الصغير.
*من الأوقات الخطيرة في التحكم في عقول الناس وتوجيههم كما يوجه الراعي مجموعة من الخرفان الوديعة إلى ما يريد ويبتغي هو وقت ما بعد الإفطار في رمضان، بحيث يفعل التلفزيون بعقول الناس مجازر جماعية في إفساد الأخلاق والأذواق وقتل الفكر النقدي الحر، ولقد سبق لقمان أن أكد ذلك بجلاء لا غبار عليه في نصيحته لابنه عندما قال: "إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق