أمثال شعبية مغربية 17

أمثال شعبية مغربية 17
الْعِشْقْ الْمَزْرُوبْ كُلُّو مَشَاكِلْ وَعْيُوبْ
العشق المزروب هو الحب الذي يأتي بسرعة كالصاعقة، لكن العيب الكبير لهذا العشق هو أنه يولي الأدبار أيضا بسرعة بغير رجعة، لأن المتعاشقين لم يؤخذا الوقت الكافي للتعرف على الكثير من النواقص والعيوب والخفايا لبعضهم البعض، حتى يتوصلا إلى تفاهم وتقاسم للصبر فيما بينهما، ولعل الأخطل الصغير (بشارة الخوري) كان مصيبا عندما أرسلت إحداهن إليه صورتها بعد أن قصت القسم السفلي منها ولم تُبْقِ فيها سوى الرأس وكتبت تقول له:
هَاكَ رَأْسِي وَالرَّأْسُ أَشْرَفُ عُضْوٍ        قَطَعَتْهُ    يَدِي   لَكَ    اسْتِعْبَادَا
فأجابها الأخطل الصغير متسائلا عن نصف الحقيقة الأخرى المخفية عنه قائلا:
وَصَلَ الرَّأْسُ يَا سُلَيْمَى وَلَكِنْ        أَخْبِرِينِي  لِمَنْ  بَعَثْتِ  الْفُؤَادَا   
مْشَى الْحَيَاء مْعَ النّْقَابْ وَالجَلاَّبَة وِلَى بَاقِي شِي حْيَاء وُرِّيهْ لِيَّا دَابَا
رُفِعَ الحياء وتوارى عن الأنظار إلى غير رجعة بمجرد تخلي النساء عن النقاب والجلباب، وأتحدى أيا كان بأن يدلني على الحياء إن عثر عليه بين الناس، وفي ذلك قال أبو دلف العجلي:

إِذَا لَمْ تَصُنْ عِرْضاً وَلَمْ تَخْشَ خَالِقاً         وَتَسْتَحِي مَخْلُوقاً فَمَا شِئْتَ فَاصْنَعِ
اللِّي حَصَّلْتِيهْ يِدُّو فْجِيبَكْ عَمّْرُو مَا يْكُونْ حْبِيبَكْ
من يجرؤ على سرقتك وتصل به الوقاحة أن يفتش في جيوبك وحاجياتك الشخصية في غفلة منك، فمن المستحيل أن يكون حبيبك أو حتى صديقك على الإطلاق، لأن كل ما يهمه ليس شخصك، بل ما تمتلكه من مال ومن حطام الدنيا، هذا كل ما في الأمر.    
     اللِّي حْشَمْ عْلَى اللِّي ضَرُّو الشِّيطَانْ غَرُّو
الحياء شعبة من الإيمان، ومن قل حياؤه قل ورعه، غير أنه هنالك من ضعاف النفوس من يستغلون حياء الآخرين أبشع استغلال لقضاء مآربهم الشخصية الانتهازية، وفي هذه الحالة يصبح الحياء مذموما، وعلى المرء الذي يستحيي أن يتخلى عن حيائه ويُشْهِرَ في وجوه هؤلاء الحثالات أسلحته الثقيلة القاتلة، ثم يصوب بدقة متناهية لكي لا يفلتهم حتى لا يعاودوا الكَرَّةَ من جديد.
     النَّفْخَة وَالْهَدَّة مَا تْزَوَّلْ عْلَى مُولاَهَا شَدَّة
النفخة والهدة هما الاستعلاء والترفع على الناس، واللذان ليس بإمكانهما  في كل الأحوال أن يزيلا أو يخفيا  عن صاحبهما ما يعانيه من تناقضات ونقائص وعيوب ونذالة.
      يَا الْوَاقَفْ حْضِي رَاسَكْ مَنْ مْيَاتْ رَاسْ وُرَاسْ، رَدّْ بَالَكْ وَاسْمَعْ لِيَّا تَنْجَا مَنْ الْوَسْوَاسْ
على المرء في هذا الزمن الرديئ أن يكون صاحيا متيقظا وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة أكثر الاحتمالات تشاؤما من دسائس ومؤامرات اكحل الراس.
مَا تَقْطَعْ وَادْ حَتَّى تَظْهَرْ حْجَارُو، وُمَا تَمْشِي بِاللِّيلْ حَتَّى يَطْلَعْ نْهَارُو، وُمَا تْرَافَقْ صْدِيقْ حَتَّى تَعْرَفْ اخْبَارُو
هذا المثل له نفس معنى المثل الذي قبله، ولقد صدق الطغرائي عندما قال:
أَعْدَى  عَدُوِّكَ   أَدْنَى  مَنْ  وَثِقْتَ بِهِ          فَحَاذِرِ  النَّاسَ  وَاصْحَبْهُمْ عَلَى دَخَلِ
وَإنَّمَا     رَجُلُ    الدُّنْيَا    وَوَاحِدُهَا          مَنْ لاَ يُعَوِّلُ  فِي  الدُّنْيَا  عَلَى  رَجُلِ
وَحُسْنُ    ظَنِّكَ   بِالأَيَّامِ     مَعْجَزَةٌ          فَظُنَّ  شَرّاً  وَكُنْ  مِنْهَا  عَلَى  وَجَلِ
غَاضَ الوَفَاءُ وَفَاضَ الغَدْرُ وَانْفَرَجَتْ          مَسَافَةُ  الْخُلْفِ  بَيْنَ  الْقَوْلِ  وَالْعَمَلِ
اللهْ يَحْفَظْ الدَّنْيَا تْقَلْبَاتْ حَتًّى مَا بْقِيتِي تَعْرَفْ الْجُمُعَة مَنْ السَّبْتْ وَلاَ الْوَلْدْ مَنْ الْبَنْتْ
أضحى الزمان يمر بسرعة لدرجة أن اليوم أصبح كساعة والأسبوع كيوم والشهر كأسبوع، واختلطت الأمور عند الكثير من الناس، وتغيرت المفاهيم من كثرة فهامتهم وجرأة الملاحدة والزنادقة على الله التي بلغت مستويات غير مسبوقة، ولم يعد المرء السليم يفرق ما بين الذكر والأنثى وحتى الخنثى ولو بلحيتها، أو كما جاء في 'قصيدة الْهِيِّبي ' لأستاذ القصيدة المغربية عبدالكريم الفيلالي رحمه الله:
خْرَجْنَا     الْعَهْدْ     يَالاَسْلاَمْ 
بِالْمَعَاصِي   وُشْرِيبْ   الْمُدَامْ
أَنَتْعَامَوْا      عْلَى       الْحَرَامْ 
كِيفْ   كُنَّا  وُكِيفْ  اضْحِينَا
شَاعْ    الْبَلَى   وُالشَّرّْ   ازْدَادْ
قْوَاتْ  الْبِدْعَة   وُكْثَرْ  الَفْسَادْ
بَحَّتْ الاَصْوَاتْ نْشَفْ الَمْدَادْ
مَدَى   قُلْنَا   شْكُونْ  سْمَعْنَا
آهْ    عْلِينَا   يَا   نَاسِي    آهْ
 لاَ   حَوْلَ  فِي   قَدَرِ    اللهْ
الْبَنْتْ  وَالْوَلْدْ   وَلاَّوْ  اشْبَاهْ 
مَا   تَفْرَزْ  حَمُّو  مَنْ   مِينَة
الْبَنْتْ    تْقَصَّصْ     شْعَرْهَا
 عَادَتْ تَلْبَسْ كَسْوَةْ  خُوهَا
تْجِي   تَجْلَسْ   مْعَ    بُوهَا 
فِي  مِنِي  جِيبِ   وُكْرِسِينَة
اللِّي بْغَى يَتْزَوَّجْ  يِشُوفْ الدَّارْ اللِّي فِيهَا السّْبُوعَة، بَاشْ تَبْقَى النَّاسْ مَنُّو مَخْلُوعَة
من يريد الزواج عليه أن ينتبه لإخوان الزوجة هل هم رجال ذووا همة وشأن وبأس، أو مجرد مخنثين وذيوث يرضون بالذل والهوان بالغدو والآصال، وقد قال في هذا الصدد الشاعر العراقي خلدون جاويد شعرا غاية في الجمال:
إِذَا  لَمْ تَكُنْ ذِئْباً عَلَى الأَرْضِ  أَجْرَدَا        كَثِيرَ  الأَذَى  بَالَتْ  عَلَيْكَ   الثَّعَالِبُ
وَإِنْ  لَمْ  تَكُنْ نِسْرًا  عَلَى قِمَّةِ السَّمَا         عَلَيْكَ   جَرَابِيعُ   الْكُهُوفِ   تَكَالَبُوا
فَكُنْ  شَامِخاً  كَيْ  لاَ تُدَاسَ بِأَرْجُلٍ         لِكَيْ  لاَ  تُوَارَى بِالتُّرَابِ  الْكَوَاكِبُ
وَلاَ   تَبْدُ  فِي  الأَيَّامِ   هَيِّناً  وَوَاهِيّاً         وَكُنْ  كُلَّ  حِينٍ   صَخْرَةً   تَتَصَالَبُ
وَمُتْ مِثْلَمَا الرُّهْبَانُ فِي دِيرِ صَمْتِهِمْ         فَأَجْمَلُ  مَا  فِي عَابِرِ الْكَوْنِ   رَاهِبُ
وَأَطْبِقْ   شِفَاهاً   بِالنَّزِيفِ   حَبِيسَةً         فَبِالصَّمْتِ لاَ بِالسَّيْفِ أَنْتَ   مُحَارِبُ
وَأَبْهَى    ثَبَاتاً   أَنَّ  طَيْفَكَ   ذَاهِبُ         وَأَسْمَى  حُضُوراً أَنَّ وَجْهَكَ  غَائِبُ
إِلَى قْلاَلْ المَاء وُقْلاَلْ الأَمَانْ مَا بْقَى فِينْ تْزِيدْ لِلْأَمَامْ
قلة المياه وقلة الأمان في أي بلد من البلدان تأذن بخراب العمران، فاستعد أيها الإنسان لدوائر الزمان، وكن جلدا على الأهوال التي يشيب لها الولدان.
  إِلَى قْلاَلْ الْمَاء فَالسّْوَاقِي وُكْثَرْ الزِّينْ فَالزّْنَاقِي، مَا بْقَى فَالْهَمّْ مَا تْلاَقِي
كلما قل الماء في السواقي وارتفع عدد المتبرجات الكاسيات العاريات المائلات المميلات في الشوارع، فتلك علامة على أن الأمور تسير نحو الهاوية ونحو نهاية غير محمودة وهو ما نعيشه ونلمسه اليوم وهو أقرب إلينا من حبل الوريد.
أَحِيَّانِي عْلَى الرّْيَالْ وُمَا دَايْرْ فَالنّْسَا وُالرّْجَالْ وُمَا دَايْرْ فَالَعْقَلْ مَنْ هْبَالْ
المال وما أدراك ما المال، ولم أعد أرى أمامي سوى أن كل الناس قد مالوا إلى من بأيديهم أموال، وبقيت وحدي أبحث عمن لايبحث عن مال حتى خاب ظني، وأردت يوما أن أتحدث عن الصدق فلطمني المال لطمة حتى انكفئت، ولا زلت أحس بأزيزها في أذني، ليذكرني بأنه عندما يتكلم المال فعلى الصدق والحقيقة أن يلتزما الصمت.
الْخَاوَة مَا بْقَاتْ خَاوَة وَالْمَسْكِينْ دَّاوْهْ الْفُورْيَانْ وُبَاتُو عْلَى ظَهْرُو بَالَهْرَاوَة
ماتت الأخوة وتم تشييعها ودفنها ونسيانها، والمسكين الهيمان فالشقا والمحاين كما قال ناس الغيوان هو الوحيد الذي بقي تنهال على ظهره من كل حذب وصوب هِرَاوَاتُ الزمان التي لاترحم ضعفه.
الرّْجَا فَالله عْلَى هَاذْ الْجِيلْ الْمَكْشُوفْ، الْوَلْدْ يَتْعَشَّى وُبَّاهْ يِشُوفْ
الرجاء في الله وحده في جيل وَعّْ وَعّْ، تُأْكِلُه ولا يشبع، وتناديه ولا يسمع، وتربيه وتعلمه لكن كل ذلك لا يَشفع.
تْزَوَّجْ بِهَا دَرْوِيشَة غِيرْ وُلْدَاتْ السَّنْطِيحْ الأَوَّلْ وُلاَّتْ عِيشَة قَنْدِيشَة
هنالك من النساء من يخبو بريقهن مثلهن كمثل الصباغات المزيفة والغير أصلية التي تفقد ألوانها بفعل التقادم والزمن، فهن لا يبقين على طبيعتهن التي كن يتقمصنها عند البدايات الأولى للزواج، وذلك بمجرد خروج أول 'سَنْطِيحَة' أَوْ 'بُوقَالْ' (مولود بطريقة تهكمية)، ليتحولن بعد ذلك إلى عيشة قنديشة، التي كما جاء في 'ممارسات وطقوس' على هذه المدونة  لعالم الاجتماع المغربي الراحل 'بول باسكون': "هي واحدة من الجن النادرين عندنا بالمغرب، وهناك من يعتبرها شابة حامية تغوي عشاقها وتسحرهم ثم تلتهمهم مثلما تصنع 'فويفر' المخلوق الأسطوري الرائع الذي يأخذ شكل تنين أو ثعبان حسب معتقدات وتقاليد المنطقة، أو 'مرغانا' البروتونية، ويعتبر البعض الآخر 'عيشة قنديشة' هذه ساحرة شمطاء حسودة تتلذذ  بالفصل بين الأزواج، ويبدو أنها هي عشتار ملكة الحب القديمة، التي كانت تغذي الدعارة المقدسة، وكانت معبودة على امتداد البحر الأبيض المتوسط من قبل الكنعانيين والفينيقيين والقرطاجيين".
الدَّنْيَا وَاحْدْ عْطَاتُو حَتَّى غَرّْقَاتُو وَاحْدْ قَلْبَاتُو وُجَابْتُو عْلَى عِينْ قْفَاتُو
هنالك من أغرقتهم الدنيا بالأموال بدون حساب دون أن يقدموا شيئا مذكورا للناس، وهنالك من قلبتهم وأسقطتهم السقطة  الْمُمِيتة على قِفَاهُمْ بالرغم مما أسدوه من أعمال كثيرة ومما أسدوه للناس، وهؤلاء المتأخرون هم من قال فيهم الشاعر الأندلسي ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد:
وَلَقَدْ   أُهْزِلْتُ   حَتَّى      مَحَتِ الشَّمْسُ خَيَالِي
مَنْ رَأَى شَيْئاً مُحَالاَ       فَأَنَا    عَيْنُ   الْمُحَالِ
بْنَادَمْ اللِّي مَا عَنْدُو زْهَرْ إِلَى مَا صَابْتُو الضَّرْبَة فَالرَّاسْ  تْصِيبُو فَالظّْهَرْ
من ليس له حظ في هذه الحياة الدنيا فمهما حاول أن يتفادى ضربة الزمن في الرأس، فإنها ستصيبه دون شك في الظهر، والمرء السيء الحظ لن تسعه كل صواريخ وكالة ناسا الأمريكية الفائقة السرعة للحاق بالحظ، ولقد صدق أحمد شوقي رحمه لله حين قال في ذلك قولا رائعا: 
وَالْحَظُّ يَبْنِي لَكَ الدُّنْيَا بِلاَ عَمَدٍ        وَيهْدِمُ  الدِّعَمَ  الطُّولَى إِذَا خَانَا
البَابُورْ قْلَّعْ جَايْبْ الَحْزَاقْ مَنْ الْمِرِيكَانْ
لقد صدق الشيخ الشرقاوي رحمه الله صاحب حلقة الحمام بساحة جامع الفنا، الذي كنا نتابع كلامه المرصع الرزين والمليئ بالحكم ونحن أطفال صغار بعد خروجنا من مدرسة يوسف بن تاشفين الإبتدائية، عندما كان ينفخ في "الركَيلة" أو الغليون فيحدث ذلك صوت غرغرة، فيقول محدثا رفيقه في الحلقة الضرير بلفايدة رحمه الله: "البَابُّورْ قَلَّعْ"، أي أن الباخرة قد أقلعت، فيرد عليه صاحبه الذي كنا نسميه بالبصير رحمه الله:"آش جَايْبْ؟" يعني ماذا يحمل معه، فيقول الشرقاوي: "جَايْبْ الَحْزَاقْ مَنْ الْمِرِيكَانْ"، والحزاق هي الريح التي تخرج من المؤخرة، ومعنى المثل أنك لن تحصل على فائدة أو مصلحة من الأمريكان لأنهم أكبر 'الْبَزْنَاسَة' في العالم، ولا يعطون دولارا واحدا إن لم يكونوا على يقين من جني أرباح منه أضعافا مضاعفة.  
اللِّي مَاعَنْدُو دْوَازْ يَاكُلْ الحَرْفِي، وُاللِّي مَا عَنْدُو مْرَا إِيبَاتْ عَنْدْ الكَانُونْ مَكْفِي، وَاحْدْ مْزَوَّجْ، وَاحْدْ مْكُوَّزْ، وَاحْدْ جَاء حْدَى الَمْكُوّْزِينْ وُكُوَّزْ
هذه مقولة للشرقاوي صاحب حلقة الحمام بجامع الفنا، الذي كنت أتابع حلقته بشغف كبير  بعد خروجي من مدرسة يوسف بن تاشفين الإبتدائية على الساعة الرابعة بعد الزوال، وأنا متأبط محفظتي الجلدية المهترئة التي ملت من الترقيع والترميم والتلحيم، وسني لم يكن آنذاك يتجاوز ثمان سنوات، فأضع محفظتي على الأرض وأجلس فوقها لتفادي برودة الأسفلت، ثم أفتح عيناي وأذناي لما يقوله الشرقاوي وصديقه في الحلقة الضرير ابن الفايدة:
من لم يجد مرقا عليه أن يأكل الخبز وحده وهو ما عُبِّرَ عنه ب'الحرفي'، ومن لم تكن له زوجة عليه أن يبيت مُكِبّاً على وجهه قرب كانون الطهي التقليدي من الحجارة والطين، هنالك من هو متزوج، وهنالك من هو منحن بطرفه العلوي نحو الأمام بزواية أقل من 90 درجة وموجها مؤخرته لوجوه الناس (وهو ما يعني مْكُوَّزْ)، وهنالك من أتى عند الْمُكُوَّزِينَ وَكَوَّزَ مثلهم، وهم الْمُهمشون الهائمون على وجوههم الذين لاحظ لهم في هذه الحياة الدنيا.
إِلَى مَا كُنْتْ طَامَعْ لْحَدّْ فْمَالُو مَا نَخْضَعْ لِيهْ كَانْ نَمْلَة أَوْ فِيلْ، وَاللِّي تَسْتَغْنِي عْلِيهْ تَنْعَدّْ بْحَالُو، وَاللِّي تَطْمَعْ فِيهْ تَضْحَى عَنْدُو ذْلِيلْ، وَارْضَى بَاللِّي عْطَاكْ مُولاَنَا الَكْفِيلْ

إن لم تطمع لأحد في ماله فلن يستطيع إخضاعك سواء كان نملة أو كان فيلا، فمن استغنيت عنه ستتساوى معه وتعامله الند للند دون مركب نقص، ومن طمعت فيما بين يديه من حطام الدنيا ستضحي عنده عبدا ذليلا مهانا بدون كرامة ولا شخصية، والمرء العاقل هو من يرضى بما أعطاه الخالق جل وعلا الذي تكفل بأمره، وهو الذي من يجعل شعاره في الحياة الدنيا حتى الممات: الكفاف والعفاف والغنى عما بأيدي الناس.
 هوامش:
مِينِي جِيبْ هي مصطلح فرنسي مركب من كلمتين 'مِينِي' و 'جِيبْ' Mini-jupe وهي لباس غير محتشم لا يستر العورتين إلا جزئيا ويترك سيقان الأنثى ما فوق الركبتين مرئية للعيان، ظهر هذا المسخ خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي، كل ما تغير الآن هو استبدال ذلك المسخ بمسخ آخر متجليا في سراويل ملتصقة باللحم والشحم والعظم مع التنافس في إظهار المؤخرة، أما ‘كْرِيصِينَة’ فهي تصغير لمصطلح ‘كَرْصُونْ’ Caleçon وهي كلمة فرنسية أصلا وتعني التبان النسوي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق